Abstract:
هدفت الدراسة إلى دراسة التغيرات السياسية الإقليمية وانعكاسها على توازن القوى في الشرق الأوسط، حيث ركزت على التغيرات السياسية الإقليمية والمتمثلة في انهيار النظام العراقي وثورات الربيع العربي وانعكاساتها على واقع توازن القوى في الشرق الأوسط من عام 2003 وحتى عام 2012م. وقد اعتمدت الدراسة في مقاربتها المنهجية على المنهج الوصفي التحليلي, والنظرية الواقعية في التفسير والتحليل للسلوك الخارجي للدول على أساس أن عامل القوة هو الأساس الذي يحكم ويوجه السياسة الخارجية، والذي تستند إليه النظرية الواقعية في بنيتها النظرية. ولإثبات فرضيات الدراسة والإجابة على تساؤلاتها تناولت الدراسة كتأصيل نظري مفهوم توازن القوى والنظام الدولي والشرق الأوسط والأطماع الدولية في الشرق الأوسط، وكما استطلعت الدراسة التغيرات السياسية الإقليمية المتمثلة في انهيار النظام العراقي وثورات الربيع العربي بحيثياتها ومكوناتها ونتائجها، ومن ثم بينت الدراسة واقع هذه التغيرات على التوازن الإقليمي في الشرق الأوسط. وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات كان أبرزها: 1. كان للتغيرات السياسية التي طرأت على الشرق الأوسط أثراً على توازن القوى، ساهم في إعادة رسم خارطة توازن القوى في الشرق الأوسط. 2. كان للاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار نظامه السياسي عام 2003م انعكاس سلبي على واقع توازن القوى في الشرق الأوسط، لما كان يمثله العراق من قوة إقليمية منافسة. 3. كان لاندلاع ثورات الربيع العربي وسقوط العديد من الأنظمة العربية أن أعاد رسم خارطة توازن القوى في الشرق الأوسط. 4. أوجد الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار نظامه السياسي حالة من الضعف الإستراتيجي في هيكل النظام العربي لصالح دول إقليمية. 5. أفرزت التغيرات السياسية الإقليمية المتمثلة في الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار نظامه السياسي والثورات العربية بصعود قوى قومية إقليمية تحمل توجهات أو مشاريع توسعية دينية، هذه القوى الإقليمية هي تركيا بمشروعها القومي الديني، وإيران بمشروعها القومي الديني، وإسرائيل بمشروعها الديني العنصري. الغائب الوحيد عن هذه الساحة هو المشروع العربي حيث تتفق جميع هذه القوى الإقليمية على ضرورة تغييبه واستمرار التلاعب به. 6. التغيرات السياسية الإقليمية أوجدت حالة من التنافس ما بين القوى الفاعلة إقليمياً، بحيث يمكن وصفها حرب باردة إقليمية، مع انعدام المركزية في شبكة العلاقات الإقليمية بسبب التفاوت في القدرات الذي من شأنه أن يتيح قدراً متبايناً في التأثير في سلوك الآخرين، والتي ستعتمد على القدرات المالية والعسكرية والخبرات المتقدمة والتأثير السياسي، مما يشير إلى انعدام وجود أي دولة مركزية إقليمية في المنظور القريب. إن ثورات الربيع العربي استطاعت إعادة صياغة المعادلة في الشرق الأوسط، وتوجيه معادلة التوازن على خلاف ما كانت قبل عام 2011م، وبعد انهيار النظام العراقي عام 2003م، حيث كان هناك صعود وأثر بارز للدور الإيراني والتركي والإسرائيلي، أي أن الإقليمية الجديدة ستتسم بالأقطاب الإقليمية القائمة على التحالفات.